تعتبر عمليات تحويل المسار واحدة من أهم وأكثر جراحات السمنة الفعالة التي تساعد المريض على إنقاص الوزن الزائد بشكل فعال، وعلاج مرض السمنة بالإضافة إلى علاج العديد من الأمراض التي لها إرتباط بـ السمنة.
وعلى الرغم من نجاح العملية والنتائج الفعالة التي قامت بتحقيقها، إلا إن هناك العديد من الشائعات والمفاهيم الخاطئة حول عمليات تحويل المسار التي تجعل العديد من المرضى تتردد في إتخاذ قرار هذا الإجراء الجراحي.
ولذلك من خلال هذا المقال سوف نقوم بتصحيح هذه المفاهيم الخاطئة ونوضح أهم الحقائق الطبية الصحيحة، كما إنه سوف يتم شرح أهم العوامل التي تجعل هذا الإجراء الجراحي مناسب لك.
ما هي عملية تحويل المسار:
عملية تحويل المسار “Gastric Bypass” بالمسمى العلمي هي إجراء جراحي طبي يهدف إلى تقليل كمية الطعام الذي يتم تناولها من خلال المريض، وكذلك يتم تقليل معدل امتصاص السعرات الحرارية داخل الأمعاء.
حيث إن بمجرد أن يتم إجراء العملية من خلال تصغير المعدة وإنشاء مسار جديد للمعدة يصل المعدة بالأمعاء الدقيقة بشكل مباشر، سوف يتم فقدان الوزن بشكل سريع ومستمر مع تحسن العديد من الأمراض المزمنة بالإضافة إلى تحسين معدل التمثيل الغذائي.
أهم المفاهيم الخاطئة حول عمليات تحويل المسار:
هناك بعض المفاهيم الخاطئة والشائعات التي تكون منتشرة بشكل كبير حول عمليات تحويل المسار، وهذه الشائعات تعتبر من أهم العوامل التي تجعل المرضى في حالة تردد من إتخاذ هذا القرار. ومن أهم هذه المفاهيم الخاطئة:
- المفهوم الخاطئ الأول: عملية تحويل المسار عملية خطيرة للغاية:
من أكثر المفاهيم الخاطئة والشائعات المنتشرة هي إن عملية تحويل المسار إجراء خطر للغاية، ولكن مع التطور الطبي الكبير أصبح هناك العديد من التقنيات الحديثة من خلال المناظير الطبية.
والتي تجعلها من العمليات الأمنة للغاية ، حيث يتم تحويل المسار من خلال إجراء فتحات صغيرة في البطن من أجل دخول المنظار ويكون المريض قادر على مغادرة المستشفى خلال مدة أقصاها 48 ساعة.
كما إن إجراء تحويل المسار لا تتجاوز نسبة المضاعفات الخطيرة به نسبة الـ2% من خلال الفرق الطبية المتخصصة مثل الفريق الطبي التابع لـ دكتور أنس اليازوري.
- المفهوم الخاطئ الثاني: عمليات تحويل المسار يسبب سوء تغذية بشكل دائم:
الكثير يعتقد إن عمليات تحويل المسار تسبب سوء تغذية بشكل دائم، ولكن هذا الإعتقاد خاطئ، وذلك لأن عملية تحويل المسار لا تؤثر إلا على امتصاص بعض العناصر الغذائية فقط.
وذلك لا يعني حدوث سوء تغذية دائم، كما إن الطبيب المتخصص يقوم بوصف المكملات الغذائية والفيتامينات التي تكون قادرة على تعويض أي نقص محتمل للمريض.
وكذلك يتم إجراء العديد من التحاليل الطبية بشكل دوري للإطمئنان على حالة المريض وضبط الجرعات اليومية.
- المفهوم الخاطئ الثالث: عملية تحويل المسار إجراء مناسب لمرضى المفرطة جدًا:
من الأخطاء التي تكون شائعة بين كثير من الأشخاص هو إن إجراء تحويل المسار يتم إجراءه فقط لمن يعانون من سمنة مفرطة فقط أي تتجاوز مؤشر كتلة الجسم Bmi نسبة 45.
ولكن هذا الإعتقاد خاطئ لأن الإجراء يتم إجراءه لمرضى السمنة التي تتجاوز Bmi نسبة 30 خاصة مع وجود الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم.
- المفهوم الخاطئ الرابع: عملية تحويل المسار لها نتائج مؤقتة:
يعتقد الكثير من الأشخاص إن الوزن الذي يتم فقدانه بعد العملية يعود بشكل كامل بعد فترة من العملية، ولكن هذا الإعتقاد خاطئ خاصًة عند إلتزام المريض بالنظام الغذائي الصحي والتعليمات الطبية.
حيث إن الألتزام بـ أسلوب الحياة الصحية وتناول الطعام بشكل صحي وببطء ومع ممارسة النشاط البدني بشكل منتظم، سوف تتمكن من تحقيق أفضل معدل من النجاح الدائم.
- المفهوم الخاطئ الخامس:عمليات تحويل المسار يؤثر بشكل سلبي على معدل إمتصاص الفيتامينات:
يعتقد البعض إن عمليات تحويل المسار يؤثر بشكل سلبي على معدل إمتصاص الفيتامينات فقط، ولكن هذا الإعتقاد غير صحيح حيث إن تحويل المسار تؤثر على معدل امتصاص بعض المعادن والفيتامينات.
والتي يمكن تعويضها والسيطرة عليها من خلال تناول بعض المكملات الغذائية والفيتامينات ومع الإلتزام بـ مواعيد التحاليل والفحوصات الطبية.
كما إن التأثير الإيجابي التي تحققه العملية على تنظيم الهرمونات ومعدل الشهية يجعلها أكثر فائدة للصحة العامة للمريض بالمقارنة بالمخاطر البسيطة المحتمل حدوثها.
- المفهوم الخاطئ السادس: عمليات تحويل المسار إجراء مؤلم وصعب في التعافي:
يعتقد البعض إن إجراء تحويل المسار من الإجراءات الجراحية الصعبة والمؤلمة والتي تحتاج إلى فترة طويلة من أجل التعافي، ولكن هذا الإعتقاد خاطئ وذلك لأن مسار المعدة هو إجراء بسيط يتمكن المرضى من العودة إلى أنشطتهم اليومية بعد فترة قصيرة للغاية لا تتجاوز الأسبوع.
ولذلك يمكن إستخدام المسكنات الخفيفة فقط للسيطرة على الألم البسيط خلال الأيام الأولى من إجراء العملية.
فوائد عمليات تحويل المسار الحقيقية:
لـ عمليات تحويل المسار العديد من الفوائد المتنوعة التي تفيد المرضى بشكل كبير، ومن أهم هذه الفوائد:
- تساعد العملية على فقدان وزن كبير ومستقر خلال السنة الأولى من إجراء العملية.
- تعمل عملية تحويل المسار على إحداث تحسن كبير في مقاومة الإنسولين والسيطرة على مرض السكر من النوع الثاني.
- تعمل عملية تحويل المسار على تحسن مستويات إرتفاع الكوليسترول وخفض ضغط الدم.
- يساعد فقدان الوزن من خلال عملية تحويل المسار على تحسين جودة النوم وحل مشكلة انقطاع التنفس أثناء النوم.
- تعمل عملية تحويل المسار على تحسين الحالة النفسية وزيادة معدل النشاط والثقة بالنفس.
ويجب معرفة إن إجراء تحويل المسار لا يعتبر مجرد إجراء تجميلي لإنقاص الوزن إنما هو علاج طبي شامل يساعدك على تحسين صحتك العامة وتحسين جودة الحياة.
كيف تتجنب المعلومات والمفاهيم المغلوطة حول عمليات تحويل المسار:
هناك بعض النصائح الهامة التي تجعلك قادر على تجنب المعلومات والمفاهيم المغلوطة حول إجراء عمليات تحويل المسار، ومن أهم النصائح:
- يجب أولًا أن تقوم بـ إستشارة طبيب جراحة سمنة متخصص وموثوق حول هذا الإجراء قبل إتخاذ القرار.
- يجب إجراء بعض الفحوصات والتحاليل الطبية الهامة قبل إتخاذ القرار لتقييم الحالة بشكل أصح.
- يجب الحصول على المعلومات الطبية من مصادر موثوقة ومعتمدة بشكل كامل، ولا تقم بالاعتماد على تجارب فردية لا تبنى على أي أساس من الصحة.
- يجب تجنب تصفح المواقع والمنتديات الغير موثوقة والتي لا تمتلك أي مصدر علمي موثوق.
- لا تترد في السؤال والاستفسار على أي سواء من الممكن أن يخطر على بالك حول الإجراء الطبي قبل الخضوع للعملية.
تعتبر عمليات تحويل المسار واحدة من أهم وأفضل الحلول الجراحية الحديثة التي تستخدم لعلاج السمنة وتحسن الصحة العامة للجسم بشكل كامل.
ولكن معدل نجاحها يعتمد على الفهم الصحيح لإجراء وإتباع أهم النصائح والتعليمات بالإضافة إلى تجنب المفاهيم الخاطئة المنتشرة.
وذلك ما حاولنا على تقديمه من خلال الفريق الطبي المتخصص لـ دكتور أنس اليازوري حتى يحصل المريض على معلومات صحيحة طبية متخصصة وبشكل مباشر وواضح.
