يشكل الوزن الزائد و السمنه معًا أحد الأسباب الرئيسية للوفاة التي يمكن الوقاية منها في الكثير من الدول، السمنه مرض مزمن يمكن أن يؤثر بشكل خطير على صحتك.
تعني زيادة الوزن أن لديك وزنًا زائدًا، بينما تعني السمنه وجود كمية كبيرة من الدهون الزائدة في الجسم، تزيد زيادة الوزن أو السمنه من مخاطر تعرضك لمشاكل صحية، وتشمل هذه أمراض القلب التاجية، والسكري من النوع 2، والربو، وارتفاع الكوليسترول، وهشاشة العظام، وارتفاع ضغط الدم، وتوقف التنفس أثناء النوم، وأنواع معينة من السرطان.
يتفق خبراء الصحة العامة على أن زيادة الوزن والسمنه قد وصلت إلى مستويات وبائية في هذا البلد وحول العالم، أكثر من ثلث البالغين في الولايات المتحدة يعانون من السمنه المفرطة، من المرجح أن يكون الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 عامًا أو أكبر يعانون من السمنه أكثر من البالغين الأصغر سنًا، وتؤثر المشكلة أيضًا على الأطفال.
من يعاني من السمنه؟
الوزن الزائد والسمنه هما نقطتان مختلفتان على مقياس يتراوح من نقص الوزن إلى السمنه المفرطة، يتم تحديد المكان الذي يناسبك على هذا المقياس من خلال مؤشر كتلة الجسم (BMI).
مؤشر كتلة الجسم هو مقياس لوزنك من حيث صلته بطولك، يمنحك مؤشر كتلة الجسم عادة فكرة جيدة عن كمية الدهون في الجسم، يستخدم مقدمو الأطباء مؤشر كتلة الجسم لمعرفة مخاطر إصابتك بالأمراض المرتبطة بالسمنه، من حين لآخر، قد يكون مؤشر كتلة الجسم لدى بعض الأشخاص أصحاب العضلات الشديدة في نطاق الوزن الزائد، لكن لا يعتبر هؤلاء الأشخاص يعانون من زيادة الوزن لأن الأنسجة العضلية تزن أكثر من الأنسجة الدهنية.
بشكل عام، يعتبر مؤشر كتلة الجسم من 20 إلى 24.9 عند البالغين مثاليًا. يعتبر مؤشر كتلة الجسم الذي يزيد عن 25 زائد الوزن، يعتبر الشخص سمينًا إذا كان مؤشر كتلة الجسم أكبر من 30 ويعتبر مصابًا بالسمنه المرضية إذا كان مؤشر كتلة الجسم 40 أو أكثر.
بشكل عام، بعد سن الخمسين، يميل وزن الرجل إلى البقاء كما هو وغالبًا ما ينخفض بشكل طفيف بين سن 60 و 74، في المقابل، يميل وزن المرأة إلى الزيادة حتى سن 60، ثم يبدأ في الانخفاض.
يمكن أيضًا قياس السمنه بنسبة الخصر إلى الورك، هذه أداة قياس تبحث في كمية الدهون في خصرك، مقارنة بكمية الدهون في الوركين والأرداف، يحدد محيط الخصر كمية دهون المعدة، ترتبط زيادة الدهون في المعدة بداء السكري من النوع 2، وارتفاع الكوليسترول، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، محيط الخصر الذي يزيد عن 40 بوصة عند الرجال وأكثر من 35 بوصة عند النساء قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأمراض الأخرى المرتبطة بزيادة الوزن.
ما الذي يسبب السمنه؟
السمنة مرض محير من نواح كثيرة، لا يعرف الخبراء بالضبط كيف ينظم جسمك وزنك ودهون جسمك، ما يعرفونه هو أن الشخص الذي يأكل سعرات حرارية أكثر مما يستخدمه للحصول على الطاقة كل يوم سيزداد وزنه.
لكن عوامل الخطر التي تحدد السمنه يمكن أن تكون معقدة، عادة ما تكون مزيجًا من الجينات والعوامل الاجتماعية والاقتصادية والتمثيل الغذائي وخيارات نمط الحياة، قد تؤثر أيضًا بعض اضطرابات الغدد الصماء والأمراض والأدوية على وزن الشخص.
العوامل التي قد تؤثر على السمنه تشمل ما يلي:
* علم الوراثة
تشير الدراسات إلى أن احتمالية الإصابة بالسمنة تنتقل عبر جينات الأسرة، وجد الباحثون العديد من الجينات التي يبدو أنها مرتبطة بالسمنه، قد تؤثر الجينات، على سبيل المثال، على مكان تخزين الدهون الزائدة في جسمك، لكن يعتقد معظم الباحثين أن الأمر يتطلب أكثر من جين واحد فقط لإحداث وباء السمنه، إنهم مستمرون في إجراء المزيد من الأبحاث لفهم كيفية تفاعل الجينات ونمط الحياة للتسبب في السمنة بشكل أفضل، نظرًا لأن العائلات تتناول وجبات الطعام معًا وتتشارك الأنشطة الأخرى، تلعب البيئة ونمط الحياة أيضًا دورًا.
* الأدوية
يمكن أن تتسبب الأدوية مثل الكورتيكوستيرويدات ومضادات الاكتئاب والأدوية المضادة للنوبات في زيادة الوزن.
* عوامل التمثيل الغذائي
تختلف كيفية استخدام جسمك للطاقة عن كيفية استخدام شخص آخر لها، يختلف التمثيل الغذائي والهرمونات من شخص لآخر، وتلعب هذه العوامل دورًا في مقدار الوزن الذي تكتسبه، ومن الأمثلة على ذلك الجريلين، والجيرلين هو “هرمون الجوع” الذي ينظم الشهية. وجد الباحثون أن هرمون الجريلين قد يساعد في إثارة الجوع، أيضا هرمون آخر يسمى اللبتين يمكن أن يقلل لديك من الشهية، مثال آخر هو متلازمة المبيض المتعدد الكيسات (PCOS)، وهذه المتلامة عبارة عن حالة تصيب النساء بسبب ارتفاع مستويات هرمونات معينة في أجسامهن، وتعتبر المرأة المصابة بمتلازمة تكيس المبايض أكثر عرضة للإصابة بالسمنه.
* العوامل الاجتماعية والاقتصادية
قد يؤثر مقدار المال الذي تجنيه على ما إذا كنت تعاني من السمنه ام لا، هذا ينطبق بشكل خاص على النساء، فالنساء الفقيرات وذوات الوضع الاجتماعي الأدنى أكثر عرضة للإصابة بالسمنه من النساء ذوات الوضع الاجتماعي والاقتصادي العالي، هذا صحيح بشكل خاص بين مجموعات الأقليات.
* الحالة المزاجية في تناول الأكل
ما يطلق عليها الأكل العاطفى، وهوالأكل عندما تشعر بالملل أو الانزعاج فتلجأ الى الأكل كثيرا مما يعرضك إلى زيادة الوزن.
* طبيعة النوم
قد يساهم قلة النوم أيضًا في زيادة الوزن، الأشخاص الذين ينامون أقل من 5 ساعات في الليلة هم أكثر عرضة للإصابة بالسمنه من الأشخاص الذين ينامون من 7 إلى 8 ساعات كل ليلة.
* اختيارات نمط الحياة
يساهم الإفراط في تناول الطعام وقلة التمارين في الإصابة بالسمنه، لكن يمكنك تغيير اختيارات نمط الحياة هذه، إذا كانت العديد من السعرات الحرارية تأتي من الأطعمة المكررة أو الأطعمة الغنية بالسكر أو الدهون، فمن المحتمل أن تكتسب وزناً زائدا، إذا لم تمارس الكثير من التمارين الرياضية يوميا، فستجد صعوبة في إنقاص الوزن أو الحفاظ على وزن صحي.
الأمراض والآثار الصحية المصاحبة للسمنة
للسمنة تأثير سلبي بعيد المدى على الصحة، كل عام في الولايات المتحدة كمثال، تكلف الأمراض المرتبطة بالسمنة أكثر من 100 مليار دولار وتتسبب في الوفيات المبكرة، تشمل الآثار الصحية المرتبطة بالسمنة بشكل عام، ما يلي:
– داء السكري
السمنه هي السبب الرئيسي لمرض السكري خاصة من النوع 2، يمكن أن تجعل السمنة جسمك مقاومًا للأنسولين، وهو الهرمون الذي ينظم نسبة السكر في الدم، عندما تسبب السمنه مقاومة الأنسولين داخل جمسك، يرتفع مستوى السكر في الدم، حتى السمنة المعتدلة أيضا تزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بمرض السكري.
– أمراض ضغط دم مرتفع
يحتاج الوزن الزائد إلى مزيد من الدم لتنتقل إلى الأنسجة الدهنية ويؤدي إلى تضييق الأوعية الدموية (ما يعرف باسم مرض الشريان التاجي)، هذا يجعل القلب يعمل بجهد أكب، لأنه يجب أن يضخ المزيد من الدم ضد المزيد من المقاومة من الأوعية الدموية ويمكن أن يؤدي ذلك إلى نوبة قلبية (او ما يعرف طبيا باحتشاء عضلة القلب)، المزيد من الدم المنتشر ومقاومة أكبر يعني أيضًا المزيد من الضغط على جدران الشرايين، يؤدي ارتفاع الضغط على جدران الشرايين إلى زيادة ضغط الدم، يزيد الوزن الزائد أيضًا من مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم ويخفض مستويات الكوليسترول الحميد (“الجيد”)، مما يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب.
– أمراض القلب
يحدث تصلب الشرايين في كثير من الأحيان عند الأشخاص الذين يعانون من ظاهرة السمنه المفرطة، مرض الشريان التاجي أكثر شيوعًا أيضًا لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة لأن الرواسب الدهنية بجسمك تتراكم في الشرايين التي تغذي القلب، تضيق الشرايين وانخفاض تدفق الدم إلى القلب يمكن أن يسبب ألمًا في الصدر يسمى الذبحة الصدرية أو النوبة القلبية، يمكن أن تتكون الجلطات الدموية أيضًا في الشرايين الضيقة وتنتقل إلى الدماغ مسببة السكتة الدماغية.
– مشاكل المفاصل، بما في ذلك هشاشة العظام
يمكن أن تؤثر السمنه على الركبتين والوركين لأن الوزن الزائد يضغط على المفاصل، قد لا تكون جراحة استبدال المفصل خيارًا جيدًا للأشخاص الذين يعانون من السمنه المفرطة لأن المفصل الاصطناعي أكثر عرضة لخطر الارتخاء والتسبب في مزيد من الضرر.
– مشكلات النوم
يرتبط انقطاع النفس النومي ومشاكل الجهاز التنفسي أيضًا بالسمنه حيث يتسبب توقف التنفس أثناء النوم في توقف الأشخاص عن التنفس لفترات وجيزة أثناء النوم، انقطاع النفس النومي يقطع النوم ويسبب النعاس أثناء النهار، كما أنه يسبب الشخير الشديد، يرتبط توقف التنفس أثناء النوم أيضًا بارتفاع ضغط الدم، تحدث مشاكل التنفس المرتبطة بالسمنة عندما يضغط الوزن الزائد لجدار الصدر على الرئتين، هذا بدوره يقيد التنفس.
– الأمراض السرطانية
تزيد زيادة الوزن أو السمنه من خطر الإصابة بمجموعة متنوعة من السرطانات، وفقًا لجمعية السرطان الأمريكية، بين النساء البدينات، يزيد خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم أو بطانة الرحم عند النساء الأصغر سنًا، تزيد النساء البدينات أيضًا من خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء اللائي تعرضن لانقطاع الطمث، كما أن الرجال الذين يعانون من زيادة الوزن لديهم مخاطر أعلى للإصابة بسرطان البروستاتا، يتعرض كل من الرجال والنساء الذين يعانون من السمنه المفرطة لخطر متزايد للإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
– متلازمة الأيض
يقول البرنامج الوطني لتعليم الكوليسترول بالولايات لمتحدة لأمريكية، أن متلازمة التمثيل الغذائي هي عامل خطر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، متلازمة التمثيل الغذائي لها العديد من عوامل الخطر الرئيسية، هذه هي السمنه المفرطة في المعدة، وارتفاع مستويات الدهون الثلاثية في الدم، وانخفاض مستويات الكوليسترول الحميد، وارتفاع ضغط الدم، ومقاومة الأنسولين (داء السكري من النوع 2 الشديد)، وجود ثلاثة من عوامل الخطر هذه على الأقل يؤكد تشخيص متلازمة التمثيل الغذائي.
– الآثار النفسية والإجتماعية
يمكن أن يعاني الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة من مشاكل اجتماعية أو نفسية، هذا لأن أغلب الثقافات بإختلاف الدول، غالبًا ما تقدر صورة الجسد شديدة النحافة، غالبًا ما يتم إلقاء اللوم على الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنه في حالتهم، قد يعتقد الآخرون أن البدناء كسالى أو ضعاف الإرادة، ليس من غير المألوف للأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنه أن يكسبوا أقل من الأشخاص الآخرين أو أن يكون لديهم علاقات عاطفية أقل أو معدومة، قد يتطور رفض بعض الناس وتحيزهم ضد أولئك الذين يعانون من زيادة الوزن إلى التمييز، وحتى العذاب، الاكتئاب أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنه.
