عملية تكميم المعدة تعتبر واحدة من أشهر جراحات السمنة والتخلص من الوزن الزائد بشكل فعال وآمن، ولذلك أصبح الجميع يسعى إلى إجراء هذا الإجراء الجراحي لتحسين صحته العامة والتخلص من السمنة المفرطة.
ولكن هناك تساؤل هام يجب أن يتم الإجابة عليه أولًا لمن تناسب عملية تكميم المعدة؟ وما هي أهم المعايير الطبية لاختيار المريض والتي يعتمد عليها الأطباء قبل إتخاذ هذا القرار.
فهذا الإجراء غير مناسب لجميع المرضى، ولذلك يجب توافر بعض المعايير المحددة التي تضمن نجاح العملية وتفادي حدوث أي مخاطر أو أثار جانبية أخرى. ولذلك من خلال هذا الموضوع سوف نقوم بشرح كافة الشروط والمعايير الطبية التي يجب توافرها قبل أن تقوم بـ إتخاذ هذا القرار.
ما هي عملية تكميم المعدة ولماذا يتم اللجوء إليها:
عملية تكميم المعدة هي إجراء جراحي يتم من خلاله استئصال جزء كبير من المعدة قد يصل نحو 70-80% من حجم المعدة، ليتبقى جزء صغير من المعدة على شكل أنبوب صغير رفيع.
وهذا الإجراء يتم اللجوء إليه بعد الدخول إلى العديد من المحاولات الفاشلة من التخسيس بطرق تقليدية مثل إتباع الحميات الغذائية وممارسة الرياضة، وكذلك تناول الأدوية التي تساعد على التخسيس وزيادة معدل الحرق.
ولذلك يتم اللجوء إلى هذا التدخل الجراحي لتحقيق هذه الأهداف، وهي:
- تقليل معدل الشهية.
- تقليل كمية الطعام التي يتم تناولها.
- خفض معدل هرمون الجوع “الـ جريلين”.
- العمل على فقدان الوزن الزائد خلال فترة قصيرة وبشكل فعال.
- العمل على علاج الأمراض المزمنة التي يكون لها إرتباط مع السمنة.
ما هي أهم الفحوصات والتحاليل الطبية التي يجب إجراؤها لمعرفة مدى تناسب عملية تكميم المعدة:
من أجل معرفة معدل تناسب عملية تكميم المعدة مع أي مريض يجب أن يتم إجراء بعض الفحوصات والتحاليل الطبية لضمان أفضل معدل نجاح للعملية، ومن أهم هذه الفحوصات الطبية:
- فحص صورة الدم الكاملة.
- فحص معدل وظائف الكبد والكلى.
- فحص شامل وتخطيط القلب
- القيام بـ إجراء فحص شامل وأشعة على المعدة والجهاز الهضمي، وفي بعض الحالات قد يتطلب إجراء منظار الجهاز الهضمي.
- إجراء تقييم نفسي متخصص للتأكد من معدل قدرة المريض النفسية على إجراء العملية وقدرته على الإلتزام بعد العملية.
ما هي المعايير الطبية التي تحدد لمن تناسب عملية تكميم المعدة:
قبل أن يتم إتخاذ قرار عملية تكميم المعدة لأي مريض هناك عدة معايير طبية يجب أن يتم إجراؤها لمعرفة هل يتناسب هذا الإجراء مع المريض أم لا، ومن أهم هذه المعايير:
- مؤشر كتلة الجسم”Bmi”:
يعتبر مؤشر كتلة الجسم من أهم المعايير الطبية التي تساعد على إختيار المريض المناسب لـ هذا الإجراء، وهذه هي أهم النسب المحددة التي ينصح عندها إجراء عملية التكميم:
- إذا كانت نسبة مؤشر كتلة الجسم Bmi تتراوح بين 30 إلى 35 مع وجود أمراض مزمنة متعلقة بوجود السمنة المفرطة، فـ ينصح بـ إجراء التكميم للتخلص من السمنة بشكل فعال وأمن والتحسين من حدة الأمراض المزمنة.
- في حالة تجاوز نسبة مؤشر كتلة الجسم Bmi نسبة الـ35 حتى لو لم يعانٍ المريض من أي أمراض مصاحبة، فيفضل إجراء عملية تكميم المعدة لتخفيض هذه النسبة بشكل سريع وفعال.
- الأمراض المزمنة التي لها إرتباط مع السمنة وأثرها على قرار التكميم:
السمنة المفرطة تؤدي إلى حدوث العديد من المضاعفات التي تؤدي إلى الإصابة بـ عديد من الأمراض المزمنة التي لها علاقة بالسمنة، وبالتالي يكون قرار التكميم هو القرار الأفضل خاصًة إذا كان المرضى يعانون من هذه الأمراض، وهي:
- السكري من النوع الثاني.
- ارتفاع ضغط الدم بشكل مزمن.
- الإصابة بالأمراض المصاحبة لارتفاع نسبة الكوليسترول.
- الإصابة بـ أمراض القلب والشرايين.
- وجود مشاكل في المفاصل والحركة بسبب الوزن الزائد.
- وجود مشاكل في التنفس أثناء النوم.
- معدل القدرة الجسدية والنفسية للمريض للتكيف على نمط الحياة الجديد:
من المعايير الهامة التي تحدد مدى تناسب عملية تكميم المعدة للمريض هو قدرة المريض الجسدية والنفسية للتكيف مع نمط الحياة المختلف تمامًا بعد العملية.
فبعد التكميم يكون المريض مجبر تمامًا على الإلتزام بـ كثير من التغييرات مثل الإلتزام بنظام غذائي صحي من خلال تناول وجبات صغيرة وقليلة السعرات الحرارية، وتجنب الأطعمة الدسمة والمشروبات الغازية.
كما يجب أن يكون للمريض قدرة نفسية وإرادة قوية للتغلب على العادات القديمة ومواجهة التحديات الصعبة التي قد تصاحب مرحلة فقدان الوزن للمريض.
- عمر المريض:
عمر المريض من أهم المعايير الطبية التي يجب النظر إليها لإختيار مريض التكميم، وذلك لأن العمر من العوامل الهامة التي تؤثر على الصحة العامة للمريض.
وغالبًا لا ينصح بـ إجراء تكميم المعدة في مرحلة المراهقة أو لم هم دون الـ 18 عام إلا في بعض الحالات الخاصة والتي يكون فيها السمنة تهدد حياتهم الصحية بشكل كبير.
كما يجب تقييم المخاطر الصحية والأثار الجانبية بـ عناية للمرضى الذين تتراوح أعمارهم بين 65-70 عام قبل إتخاذ قرار التكميم.
الأشخاص التي لا تتناسب معهم عملية تكميم المعدة:
على الرغم من فوائد ومميزات التكميم المتعددة إلا إن العملية لا تكون مناسبة مع جميع الحالات، ومن أبرز هذه الحالات:
- المرضى الذين يعانون من ارتجاع المريء الشديد.
- السيدات الحوامل أو الذين يخططون للحمل خلال فترة قصيرة بعد العملية.
- المرضى الذين يعانون بـ مشاكل متقدمة في الكبد أو الفشل الكلوي.
- الأشخاص الذين يعانون من مشاكل متقدمة في الجهاز الهضمي.
- الأشخاص الذين لديهم اضطرابات نفسية أو غذائية غير مستقرة.
أهمية الطبيب في تحديد لمن تناسب عملية تكميم المعدة:
من أجل إتخاذ قرار إجراء عملية التكميم وتحديد لمن تناسب عملية تكميم المعدة ومن لا، يأتي دور الطبيب المتخصص فهو قرار مشترك بين المريض والطبيب المعالج.
ولذلك يجب أن يكون الطبيب على قد عالٍ من الخبرة والدقة حتى يتمكن من تقييم الحالة من خلال الفحوصات والتحاليل الطبية، التاريخ الطبي الخاص بالمريض، وكذلك الأهداف المراد تحقيقها من إجراء هذا التدخل الجراحي.
ثم يتم تحديد إذا كان التكميم هو الحل الأمثل أم لا أو إن هناك بدائل أخرى أفضل لحالة المريض.
أهم النصائح الموجهة للمرضى قبل الخضوع لإجراء عملية تكميم المعدة:
بعد أن يتم تحديد مدى تناسب حالتك لإجراء عملية تكميم المعدة، هذه أهم النصائح التي يتم توجيهها للمرضى قبل الخضوع لإجراء عملية التكميم لتحقيق أفضل النتائج المتوقعة، وهذه النصائح هي:
- الإلتزام بـ النظام الغذائي الصحي المتخصص قبل إجراء عملية التكميم.
- التوقف عن التدخين تمامًا وكذلك المشروبات الكحولية قبل العملية.
- يفضل أن يتعود المريض على نمط الحياة المختلف بعد العملية من قبل التدخل الجراحي.
- يجب تجهيز المريض نفسيًا وإعطائه الدعم النفسي اللازم.
أهم الأسئلة الشائعة حول لمن تناسب عملية تكميم المعدة:
هل تناسب عملية تكميم المعدة جميع المرضى الذين يعانون من السمنة المفرطة؟
بالطبع لا، فهناك معايير طبية وصحية يجب توافرها في المريض قبل إتخاذ قرار التكميم، وهذه المعايير يقوم الطبيب بتحديدها ومعرفة مدى ملاءمة المريض لهذا الإجراء.
كيف يتم تحديد إذا كان التكميم أم تحويل المسار هو الخيار الأفضل للمريض؟
يعتمد قرار الإختيار بين التكميم وتحويل المسار على بعض العوامل والمعايير مثل شدة السمنة، وجود ارتجاع بالمرئ، معدل السكري من النوع الثاني. حيث إن هناك بعض الحالات التي يكون بها تحويل المسار أكثر فاعلية من التكميم.
متى يكون تحويل المسار هو الخيار المناسب عن تكميم المعدة؟
يكون تحويل المسار هو الخيار الأفضل في حالة إذا كان المريض يعاني من أمراض الجهاز الهضمي، ارتجاع المريء، وكذلك السكري من النوع الثاني بدرجة متقدمة.
