يعتبر مرض السكري من النوع الثاني من أهم الأمراض المزمنة التي لها علاقة وارتباط كبير بالسمنة المفرطة، ولذلك أصبح السكري من النوع الثاني من أكثر الأمراض المنتشرة في العالم والوطن العربي بشكل أخص.
ومن خلال موضوعنا سوف نقوم بـ تقديم أهم التفاصيل التي لها علاقة بـ تكميم المعدة في علاج السكري من النوع الثاني، وذلك بعد ما أظهرت تكميم المعدة نتائج فعالة في تحسين أو علاج السكري من النوع الثاني لدى كثير من المرضى.
ما علاقة تكميم المعدة وعلاج السكري من النوع الثاني:
السمنة المفرطة علاقة وارتباط كبير ومباشر بالإصابة ببعض الأمراض المزمنة مثل السكري من النوع الثاني، وذلك لأن كلما زادت كتلة الجسم، تزداد نسبة مقاومة الأنسولين في الدم، وبالتالي يحدث ارتفاع في معدل السكر في الدم بشكل كبير.
وتعتبر جراحات السمنة وخاصًة عملية تكميم المعدة من أهم وأفضل الحلول التي تحقق نتائج مبهرة في تحسين أو علاج مرض السكري من النوع الثاني لدى كثير من الأشخاص، وذلك من خلال العديد من العوامل التي تعمل عليها هذه العملية بشكل مباشر.
ما هي عملية تكميم المعدة وكيف يتم هذا الإجراء:
عملية التكميم هي إجراء جراحي يتم من خلال إستئصال جزء كبير من المعدة قد يصل إلى 70-80% من حجمها الأصلي، وبقاء جزء من المعدة صغير على هيئة أنبوب.
وهذا الإجراء الجراحي يساعد على تقليل كمية الطعام التي يمكن أن يقوم المريض بتناولها بشكل كبير، والتي يكون معظمها أطعمة عالية السعرات الحرارية وتساعد على رفع سكر الدم.
بالإضافة إلى العديد من التغيرات الهرمونية التي تؤثر بشكل إيجابي للغاية على معدل الشهية ودرجة الشعور بالشبع، كما تؤثر بشكل أساسي في مستوى السكر في الدم.
كيف يؤثر تكميم المعدة على مستوى السكر في الدم:
أظهرت الدراسات الطبية بـ أن تكميم المعدة تعتبر من أهم وأنجح العمليات الجراحية التي تساعد على فقدان الوزن الزائد بهل يساهم تكميم المعدة في علاج السكري من النوع الثاني:
الإضافة إلى خفض معدل السكر في الدم بشكل ملحوظ وخلال فترة قصيرة.
وذلك يعود إلى عدة عوامل هامة، ومن أهمها:
- يساهم تكميم المعدة في علاج السكري من النوع الثاني من خلال تقليل معدل مقاومة الخلايا للأنسولين:
يؤدي فقدان الوزن من خلال التكميم على تحسين معدل حساسية الجسم للأنسولين، وبالتالي يعطي للجسم قدرة أفضل على التحكم في مستويات الجلوكوز في الجسم.
ولذلك يساعد فقدان كل كيلوجرام من الوزن الزائد لديك على إحداث فرق كبير في معدل إستجابة الجسم لـ مقاومة الأنسولين.
- يساعد على تقليل معدل السعرات الحرارية التي يتم دخولها إلى الجسم:
من أهم العوامل التي تجعل إجراء تكميم المعدة من الطرق الفعالة في إنقاص الوزن والسيطرة على مرض السكري من النوع الثاني، هو تقليل معدل السعرات الحرارية التي يتم استهلاكها بشكل يومي.
حيث إن بعد إجراء التكميم يكون حجم المعدة صغير للغاية وبالتالي لا يتمكن المريض من تناول الكميات السابقة من الطعام في كل وجبة، وبالتالي فإن هذا الإنخفاض في كمية الطعام يؤدي إلى خفض معدل السعرات الحرارية التي تدخل الجسم بشكل مباشر.
- يعمل التكميم على تحفيز الهرمونات التي تعمل على تنظيم نسبة السكر في الأمعاء:
عملية التكميم لا تؤثر فقط على معدل فقدان الوزن بل أيضَا تحدث تغييرات هرمونية هامة، ومن أهم هذه التغييرات:
- يساعد التكميم على زيادة معدل إفراز هرمون GLP-1 والذي يساعد على إنتاج الإنسولين.
- يساعد التكميم على تحسين معدل التوازن الهرموني بشكل عام وبالتالي يدعم التحكم في مستويات السكر.
- يساعد تكميم المعدة على تقليل معدل إفراز هرمون الجوع “هرمون الغريلين” مما يساعد على تقليل معدل الشهية بشكل كبير.
متى يكون هناك دور لـ تكميم المعدة في علاج السكري من النوع الثاني:
يعتبر تكميم المعدة من أفضل الخيارات المتاحة أمام مريض السكري خاصًة في هذه الحالات، ومع توافر هذه العوامل، وهي:
- يعتبر تكميم المعدة من أهم الخيارات والطرق العلاجية لمرضى السكري من النوع الثاني خاصًة إذا كان مؤشر كتلة الجسم”Bmi” يتجاوز الـ 30.
- إذا كان المريض لا يتمكن من التحكم في السكري من خلال الأدوية أو إتباع الحميات الغذائية.
- يعتبر التكميم خيار مثالي إذا كان المريض لا يعاني من أي أمراض مانعة للجراحة.
- يحب أن يكون المريض مهيئ نفسيًا لتغير نمط الحياة الخاص به، وكذلك للتغيرات الجراحية والسلوكية التي يتم إجراؤها.
أهم التحديات التي تواجه مريض السكري بعد إجراء تكميم المعدة:
على الرغم من الفوائد والمميزات الكثير التي يحصل عليها المريض بعد إجراء التكميم، إلا إن هناك بعض التحديات التي قد تواجه المريض بعد إجراء تكميم المعدة:
- يجب على مريض السكري بعد إجراء عملية تكميم المعدة أن يقوم بالمتابعة الدقيقة والدورية لمستويات السكر.
- يحتاج المريض بعد إجراء تكميم المعدة إلى تناول المكملات الغذائية والفيتامينات المختلفة بشكل مستمر.
- يجب العلم إن مريض السكر بعد إجراء التكميم معرض إلى إنخفاض سكر الدم بشكل مفرط في حالة عدم الإلتزام بنصائح المريض و بالنظام الغذائي المخصص له.
أهم النصائح لتحقيق أفضل نتيجة لـ تكميم المعدة في علاج السكري من النوع الثاني:
هناك مجموعة من النصائح الهامة المتخصصة التي تساعدك على تحقيق أفضل نتيجة ممكنة لـ تكميم المعدة في علاج السكري من النوع الثاني، ومن أهم هذه النصائح:
- يجب المتابعة مع الطبيب المتخصص بشكل منتظم ومستمر بعد إجراء التكميم حتى يتم الوصول إلى أفضل نتيجة ممكنة لـ مرض السكر.
- يجب الإلتزام بـ النظام الغذائي الصحي المتوازن قليل السعرات الحرارية.
- يفضل أن يتم المتابعة مع أخصائي التغذية لوضع أفضل نظام غذائي مناسب لك.
- يفضل أن يتم ممارسة الرياضة بشكل منتظم وخاصًة الرياضات المناسبة مع اجراء التكميم.
- يجب أن يتم متابعة ومراقبة مستوى سكر الدم بشكل منتظم من خلال القياس المستمر له.
أهم الأسئلة الشائعة حول تكميم المعدة وعلاج السكري من النوع الثاني:
هل يساعد تكميم المعدة في الشفاء التام من السكري من النوع الثاني؟
نعم، في كثير من الحالات يؤدي تكميم المعدة إلى تحسن معدل السكري بشكل كبير أو الشفاء التام منه، خاصًة إذا كان المريض في المراحل المبكرة من السكري ومع الإلتزام بـ النصائح التي قمنا بذكرها.
أيهما أفضل لـ علاج السكري: عملية التكميم أم عملية تحويل المسار؟
كلا الإجراءين يعتبروا فعالتين تمامًا في علاج السكري، ولكن يتم تحديد الأفضل من خلال الطبيب المعالج حسب معدل السمنة والمرحلة التي يكون بها مريض السكري.
هل يعود مرض السكري مرة أخرى بعد التكميم؟
قد يعود المريض في حالة عدم التزامه بالنصائح ونمط الحياة المناسب من النظام الغذائي والرياضة بعد العملية، ولذلك تعتبر المتابعة الطبية ومعدل الالتزام بنمط الحياة من أهم عوامل نجاح العملية على المدى الطويل.
يمكن القول أن عملية تكميم المعدة من أهم الإجراءات الطبية والجراحية التي تساعد على علاج السمنة والسكري معًا، وذلك من خلال فقدان الوزن بشكل فعال وآمن وكذلك تحسن مستويات سكر الدم بشكل كبير.
وعلى الرغم من إن العملية لا تكون علاج نهائي للمرض إلا إنها تمنح المريض فرصة ذهبية لا مثيل لها للتحكم في المرض وتقليل معدل الإعتماد على الأدوية. كما إنها تساعد في بعض المراحل المبكرة على تحقيق الشفاء التام.
